محكمة الحــــــــــــــــــب
الجزء الأول
العـاشـق/
ذنبي غـرام والهـوى لا يغتفـرْ
من ذا الذي يلقي بنفسه في سقر
من ذا يحبّ النار يحضن جمرهـا
ويُقبّل الأشـواك والـدم ينهمـرْ
ذنبي أنا ماذنب صبري قـد غـدا
صبرا عليلا واهنا..بـل يحتضـرْ
ياقاضيَ العشاق مظلمتي سمـت
عن كلّ مظلمـة يقدّمهـا البشـرْ
حملت بأبيـات حكايـة عاشـق ٍ
وهب المشاعر كلها منذ الصغـرْ
كم كان يرغب في الورود وعطرها
والشوك يحرسها..ويحرسها القدرْ
القـاضـي/
علمي بـأنّ الحـبّ جنّـة أهلـهِ
وجحيم من كتم المشاعر أوستـرْ
إن كنت تشكو من دفين ٍموجـع ٍ
فاشكُ الحبيب إلى الحبيب ولاتـذرْ
العـاشـق/
أدركت كتمانـي وجرحـي غائـرٌ
لكن جراح القلب يا قاضـي كُثُـرْ
وبكـلّ جـرح خنجـرٌ متوغـلٌ
يغتالُ أفراحـي وسمّـه منتشـرْ
القـاضـي/
كلّ القضايا وسْط محكمة الهـوى
تلغى ، تؤجل ..أو تردّ إلى القـدرْ
يا صاحبي أقصص عليّ ولا تخفْ/وبإذن ربك أنت عندي المنتصـرْ
الجزء الثاني
العاشق/
مازلت أذكر كيـف كانـت طفلـة
تلهو وتلعب بالتـراب وبالحجـرْ
كانـت كعصفـور يطيـر مغـردا
وسماؤه الأفراح لا يخشى السفـر
أمـا أنـا كنـت الهـدوء بعينـه
والطفل أضمر في هدوئي بل أسرْ
كلّ ٌ يـزور اللهو يطـرق بابـهُ
إلا أنـا فاللهو عنـي قـد حضـرْ
يا أيها القاضـي لتعلـم أن لـي
قلبا فطمته عن مسـرات الصغـرْ
قلبا تمرد عـن مسايـرة العُمُـرْ
ورمي بنفسي في جحيم مستعـرْ
القاضي/
مهـلا تمهـل يافتـى فحكايتـكْ
كحكاية ابن ملـوّح وقـدِ اندثـرْ
كحكايـة العبسـيّ وابنـة عمّـهِ
ذاك الذي من أجلها ركب الخطـرْ
العاشق/
كبرت وكنـت بقربهـا وكظلهـا
إن غنت الصهبـاء أو رد القمـرْ
كالأرض كنت وكنت أنشدها المطرْ
كالعود كنت وكنت أحسبها الوتـرْ
لكنهـا كانـت خريفـا قاسـيـا
ومشاعري كانت كأوراق الشجـرْ
القاضي/
يكفي..وحان الآن وقت سماعهـا
هي من تحبّ وسوف ندري مالخبرْ